طه يونس: رسالة إلى الطالب الجامعي

طه يونس : رسالة إلى الطالب الجامعي

لكل إنسان في هذه الحياة أثر ، بقدر ما يحسنه ويجيده حسّاً ومعنى، وقد يكون هذا الأثر ضئيلاً أو كبيراً.

وبناءً على ذلك الأثر نلاحظ أن بعض من المجتمع ينظر إلى الطالب الجامعي نظرة سلبية (؛ لما يراه من سلبيات تصدر من بعض الطلاب دون النظر إلى الإيجابيات، وبعضهم ينظرون إليه من الجانبين؛ الإيجابي والسلبي، والبعض الآخر لا ينظر إليه إلّا من الجانب الإيجابي).

ولكن ماذا عن نظرة الطلاب لأنفسهم؟ وهم المحور الأساسي في هذه القضية، بل وأفعالهم هي المرآة التي تعكس للمجتمع قيمهم ما تعلموه في الجامعة.

قد أوصي الطلاب وأنا منهم بأن لا يجعلوا، نظرة المجتمع غاية لأفعالهم؛ حتى لا تكون غايتهم دنيئة، ومتغيرة، بتغير نظرة المجتمع إليهم، يجب أن تكون غاية أي طالب نفع نفسه وصلاحها ثم نفع مجتمعه.

عجباً! فإذا لم تعلو الأمة بمتعلميها فبمن ستعلو بين الأمم؟ ومؤسفٌ جداً! أن تكون همتنا ضعيفة، وغايتنا دنيئة، وأهدافنا تافهة لا فائدة ترجى منها.

ومؤسف جداً أن يتسع الحراك الشهواني بين الطلاب ، وأن يصبح الاختلاط مقدماً على العلم والمعرفة، ؛ فالجامعة لم تؤسس لذلك .

لذلك يجب أن لا نضيع أوقاتنا فيما لا فائدة ترجى منه؛ فما هي إلّا أربع سنوات؛ ستنقضي وكأن لم تكن، يجب أن نحرص فيها على ما ينفعنا، وما ينفعنا حتماً سيرفعنا.

اقبل على ما يُعْلي الهمم

واسعى لنيْله تصل القمم

يجب أن يكون لكل طالب أثر في مجتمعه، وفي البيئة التي تحيط به، فإن المجتمع بحاجة إليه وإن لم يطلب منه ذلك.

وينبغي أن يبادر كل طالب إلى العمل في مجاله الذي درسه؛ كما يبادر إلى شرب الماء عند الظمأ؛ فعلمٌ بلا عملٍ كماءٍ بلا إناء؛ سيتدفق حتماً ويتلاشى.

ويجب أن يحرص كل طالب على رفع مستواه العلمي ، لكي ينمي نفسه أكثر فأكثر، ، ويسهم في تنظيف البيئة الملوّثة بالجهل؛ ، فلا جدوى من إكتفاء الفرد بتعليم نفسه.

ويجب أن ندرك أننا لا نتعلم لنفع أنفسنا فحسب؛ وإنما نتعلم لنفع غيرنا أيضاً، كما يتعلم غيرنا لينفع نفسه وينفع الآخرين.

كسرة:

عندما يتطور الطالب؛ يتطور العالم من حوله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.