أ.الصافي عبدالرحمن الصافي يكتب..تسويق استراتيجية الالهاء
أ.الصافي عبدالرحمن الصافي يكتب.. تسويق استراتيجية الالهاء
استراتيجية الالهاء تستخدمها معظم الدول لتصرف شعوبها عن القضايا الشائكة؛ حيث تتمحور فلسفتها في تغير مسار التفكير مثل طعن الفيل في ظله؛ فعلى سبيل المثال عودة زعيم طائفة الختمية مولانا / محمد عثمان الميرغنى؛ انشغلت جميع وسائل الإعلام بالخبر الذي بدورة أشعل الرأى العام مما انعكس على الانصراف عن الاتفاق الإطارئي بين المكون العسكرى والمكون المدني؛ هذا مثال لاستراجية الهاء سياسي ؛ والنموذج الاقتصادى على سبيل المثال أزمة غاز الطبخ التى بدأت قبل عشرة أيام وبعد ذلك تم تمرير الزيادة في تسعيرة سعر اسطوانة الغاز الف جنيه سوداني وقابلها ردود فعل طيبة من المواطن لأنه بعد معاناه قد تحصل عليها .
تكمن نجاح الاستراتيجية في البوح للمواطن أن هنالك خلل في مصفاة الخرطوم أدى إلى عدم إنتاج الغاز الذى بدوره شجع ضعاف النفوس ( تجار السوق الاسود) العبث بما يحلو لهم ببيع الاسطوانة بمبلغ عشر الف جنيه مستغلين حاجة المواطن وحتى المواطن شريك أصيل في هذا العبث.. فهو يشتريها بعشرة الف بدلا من أن يشترى جوال فحم .. وبعد ذلك تمت زيادة اسطوانة الغاز بالسعر الذي يرضى تطلعات أصحاب الشركات والمواطن سعيد بوفرة الغاز.
وبذكر النموذجين وتحليل ما حدث يتبين إليك عزيزى القارى مكر الاستراتيجية ، فهذه الاستراتيجية تدار من زمن بعيد وتتشكل بعدة أشكال في الرياضة وفي الخدمة المدنية وفي السوق وفي … وفي …وفي…. وفي جميع مناحي الحياة حتى السلوك والتوجهات تتخللها فمثلا تسأل عن فلان فيقول ( والله مع الجرى) أو ( جرى وطيران ) ( اليوم ما بكفى) ( والله مع المعايش) تعابير وسمات ودلالات انطبعت على الواقع المعاش فما هى الاليه التى يمكن أن نغير بها هذا الإيقاع الروتينى؟
كن كالنحلة تهبط على الطيب فتنقل الطيب ولا تكون كالذبابة تهبط على الطيب والخبيث فتنقل المرض دون أن تشعر بذلك، وللتوضيح باستفاضة يجب أن تتحرى (الكلمة) فالكلمة اس المشكلة ولها القدح المعلى بالزج بك إلى أهواء أصحاب الخيال الواسع ومروجي الشائعات، فتصبح خبر ويتطور وينمو ويصبح حقيقة وتصبح واقع ويطفو على السطح ويثقل كاهلنا .. وووا…. ووووا … ونبكى على الأطلال ونرثى الماضى ونتزمر من الحاضر ونخاف من المستقبل المظلم .
# كسرة؛
_ مقال مقتبس من البروف احمد صافى الدين
_ تحكيم صوت العقل
_ لو بكلمة …