د.عصام حامد دكين يكتب..فشل السودانيين (١)

د. عصام حامد دكين يكتب..فشل السودانيين(١).

حاله الانهيار الكامل والاحباط التى يعيشها الشعب السوداني فى كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسيه بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٨م وابريل ٢٠١٩م اكدت ان السودان يحتاج الى سلطة قوية مثله ومثل دول الإقليم والعالم العربى للحفاظ عليه والا سوف يتقسم ويتشتت.

وبسبب الحروب التى عمت السودان منذ ١٩٥٦م فى جنوب السودان ثم جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان ثم وصلت دارفور ٢٠٠٣م، مما أدى لكثرة الجيوش المطالبة بقسمه الثروة والسلطه.

وحرمان الأقاليم الأخرى التى ليست بها حركات مسلحه من السلطه والثروة ادى إلى الغبن والاحتقان مما جعلها تفكر فى تسليح نفسها وحراسة حقوقها منذ فترة وليست وليدة اللحظه رغم ان الدين واحد واللغه واحده والعادات والتقاليد متقاربه كل ذلك لم يسهم فى وحدة البلاد.

* ان السودان اليوم فى حاجه ماسة إلى ميثاق وطنى يجمع اهل السودان وليس حركات مسلحه تحرريه أو كيانات عسكريه تحكم دون رضى الشعب السوداني..ميثاق وطنى يقوم على الهويه التى ترتكز على الدين والأرض والثقافه واللغة والتاريخ المشترك والحريات العامه وتنظيم الحياة السياسيه ويحدد نظم ومستويات الحكم الملائمة للسودان عبر مشروع سياسى ودستور سياسى تحدد فيه الاستفادة من الميزه النسبية الاقتصادية لكل إقليم من موارده الطبيعية.

* كتبت أمس واليوم رفضى لتكوين كيان الوطن لحماية السودان العسكرى لكن للحقيقة لم أجد من يرفض تلك الخطوه التى أصبحت مثيلة لما قام به اهل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان من تأسيس حركات مسلحة حققت أهدافها بالسلاح فى السلطه والثروة.

الغالبية يؤيدون ذلك حفاظا على حقوقهم حتى وان دعى الأمر إلى القتال وحق تقرير المصير.

* وهذا الكيان الذى يضم الشمال الكبير والشرق الكبير والوسط الكبير وكردفان الكبرى اى المناطق التى ليست بها حركات مسلحه ..يرى الغالبيه أن قيامه مهم وذلك لفقدان الأمل فى سودان واحد موحد وليس للاستغلال والانتهازيه من قبل الحركات المسلحه الموقعه على سلام جوبا.

وهنالك عدد كبير من الحركات المسلحه لم توقع تنتظر دورها فى التوقيع لتأخذ نصيبها من السلطه والثروة وتفرض اجندتها على بقيه الشعب السوداني كل ذلك يتم عبر استخدام السلاح باعتبار ان اهل الوسط والشمال والشرق ليس لهم القدره على حمل السلاح.

للأسف اغلب الناس فى الوسط والشمال والشرق مؤيدين لتلك الخطوه رغم وعيهم الكبير وتقدمهم الحضارى مما يسبب صدمه كبرى لأهل دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان الابرياء هذه المرة. فالمطالبة بالانفصال هذه المرة جاءت من الذين يتهمونهم بالسيطرة على السلطة والثروة والخدمات .

وهذه المره الدعوه حقيقيه للتخلص من الحركات المسلحه فلتذهب إلى اقاليمها وتكون دولتها ، و لا يعقل إقليم به اكثر من ثمانين حركة مسلحة مطلببة اى توجد فى القبيلة الواحدة اكثر من حركه مسحله بالإضافة للدعم السريع يصولون ويجولون ويحكمون ويقررون من دون تفويض شعبى وبالتالي اكتمل المخطط لتقسيم السودان بل أصبح الكل لا يحتمل بعضه ، وليس هنالك صبر لتجاوز المحنه التى يمر بها السودان كل ذلك لعدم وجود سلطه تفرض هيبه الدولة

* اعتقد أن النخب السودانية تتحمل ذلك الفشل وكذلك الحركات المسلحة الانتهازيه والدعم السريع الرافض للدمج فى القوات المسلحة والموقعين على سلام جوبا.

* على السودانيين مراجعة أنفسهم وان يقدموا مصلحة الوطن وقوة السودان فى تنوعه ووحدته وليس فى تقسيمه إلى دويلات ضعيفه لا حوله ولا قوة لها وفى حين العالم يتوحد ويتكتل ونحن نتبعثر

* ارجو من الحركات المسلحة والدعم السريع الاندماج فى القوات المسلحة والتخلى عن الامتيازات التى تخص اقاليمهم دون وجه حق لأن هنالك جزء كبير من مواطنى هذه الأقاليم التى بها حركات مسلحه مقيمين فى بقيه اقاليم السودان ولهم مصالح ومتساوين مع بقيه المواطنين فى الحقوق ولكن أن تميزهم بمسمى مؤتمر الكنابى فى سلام جوبا وتفرد لهم امتيازات وهم مواطنون نالوا حقوقهم فى تلك الولايات هذا لا يستقيم .

اذا استمر الوضع بهذه الطريقة فإن الانفصال هو الأقرب إلى الحل كما حدث لجنوب السودان فهو أفضل من الوحده التى تقوم على الانتهازية والاستغلال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.