أميرة أحمد عمر تكتب..النظام البائد نار تحت الرماد لاشعال فتيل الحرب بمناطق الهامش
أميرة أحمد عمر تكتب…النظام البائد نار تحت الرماد لاشعال فتيل الحرب بمناطق الهامش (١-١)
يؤسفني حقا القول بأن الوضع الأمني في السودان انحرف نحو الهاوية نتيجة للسيولة الأمنية المتراكمة .
وقد عرف إقليم دارفور خلال السنوات الماضية بفصائله المتعددة من نهب مسلح ، ومليشيات ، ومتفلتين وما يسمون بالمرتزقة ( أى اللذين يسعون للاسترزاق بطرق غير مشروعة).
و الآن نلاحظ أن فلول العهد البائد يفتعلون الحواجز القبلية بين المكونات المجتمعية في جميع أنحاء السودان لكي يثبتوا للعالم بأن السودان لن يستقر إلا على أيديهم، وقد تناسوا بأن الشعب السودانى أهون عليه الموت من عودة نظامهم المقبور للحكم مرة آخرى.
وقد اتضح جليا أن للنظام السابق القدح المعلى والضلع الأكبر فى تأجيج الصراعات واستزراع نيران الفتنة والشتات، وقد بدأت بمخططاتهم الشيطانية تتنامى ، مما جعل حاكم إقليم دارفور (منى اركو مناوى ) يقول إنه ليس لديه سلطة إتخاذ القرارات لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية بالطريقة المطلوبة ( اي أنه حاكم بلا قرار ) ولم يستطع أن يؤدي دوره المنوط به ولم يحقق أو ينفذ أدنى طموحات وآمال إنسان دارفور الذى حمل السلاح من أجله وسعى لتحقيق أهدافه وفقا لما جاء في وثيقة إتفاق جوبا لسلام السودان .
فما الذي يجعل الأحداث تتغيير في دارفور والنيل الأزرق وكردفان نحو الأسوأ وما سبب السيولة الأمنية في تلك المناطق ؟ انه النظام البائد واذياله .
ولكي تحسم كل هذه التفلتات الأمنية قام نائب رئيس مجلس السيادة بالاستقرار في إقليم دارفور ..تحديدا في ولاية غرب دارفور باعتبارها المدخل الرئيسى لغرب السودان لحسم كثيرا من المتفلتين كما قام باحتجاز المجرمين وترحيلهم إلى سجن بورتسودان والآن هناك من يسعي لاطلاق سراحهم ومنهم من تم إطلاق سراحه فعلا دون أى محاكمة.
” الحروبات المفتعلة بغرب السودان
ولاية غرب كردفان ولاية هادئة ومستقرة بعض الشئ وهي الولاية الأغنى في السودان فيما يتعلق بمعدل إنتاج البترول وهي الآن الأفقر رغم غناها اقتصاديا لأنها لم تعط نسبة من انتاجها للتنمية فبدا شباب الولاية بالاحتجاج السلمي في حقول النفط ولكنهم لم ينالوا شيئا رغم الوعود االمتكررة مما جعلهم يقومون بإغلاق ممنهج لحقول النفط وبعد جهد جهيد تم احتواء الموقف لكن الأحوال مازالت نارا تحت الرماد .
وفجأة قام بعض أبناء جبال النوبة اللذين ينتمون للنظام البائد بأشعال فتيل االحرب في لقاوة تلك المدينة الصامدة عبر التاريخ الطويل.
كل هذه العمليات الإجرامية أسهمت في توسيع الصراعات في الآونة الأخيرة ، وعززت من أنشطة المليشيات المسلحة والارزقية والخونة والعملاء ( أعداء الوطن) اللذين يمارسون جرائم القتل بابشع أنواعه ، في دارفور ، وكردفان بينما تعجز السلطات الأمنية عن وضع حد لها، بالقبض على المتورطين وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة حنى يكونوا عظة وعبرة للذين يرغبون فى ممارسة ذلك النهج الممقوت.
وهنا باقليم دافور يمر علينا يوميا مليشيات مسلحة ينتحلون شخصية القوات النظامية ويقومون بمهاجمة المواطنين عنوة والتعدى على أشخاص بعينهم بغرض تصفية الحسابات ..
وهنالك عوامل آخرى مفتعلة من أجل اثارة الفتنة وتصاعد نيران الحرب ، مقابل تحقيق بعض المصالح الشخصية فكلما هدأت جذوة نيران الأزمات في غرب السودان، إشعلوها مرة أخرى وبنطاق اوسع.
والأمر الذى يؤسفني ذلك التنوع حول مسارات الصراع مابين القبلية والتفلتات الأمنية ، إلى جانب بعض الأمور التي تتعلق بشأن الحكم والسلطة في الاقليم .