علي أحمد يكتب.. صدام المليشيات على الأبواب: تحالفات اليوم.. حرب الغد

 

صدام المليشيات على الأبواب: تحالفات اليوم.. حرب الغد

 

🖊️علي أحمد

 

 

فتح قائد مليشيا ما تسمى “درع السودان”، العائد من مهمة التجسس والتبصص و”التبلبص” داخل قوات الدعم السريع إلى صفوف الجيش. فتح النار على وزير مالية حكومة الأمر الواقع وقائد مليشيا العدل والمساواة، “جبريل إبراهيم”، بقوله خلال مخاطبته تجمعاً جماهيرياً الخميس بولاية الجزيرة: “ما في سبب واحد يخلي وزارة المالية ترفع يدها عن مشروع الجزيرة، وحقنا حنجيبه غصباً عن أي زول. الجزيرة أرض الرجال، أرض الأسود، خضنا المعارك وثبتنا ثبات الأبطال”.

 

ويرى كثيرون أن “كيكل” قاطع الطرق ومهرب البشر، لم يكن ليجرؤ على مهاجمة وزير مالية سيده، “الكوز” جبريل، لولا أن ظهراً قوياً يسنده، ورأساً كبيرة أوعزت له بذلك، في سياق تصفية الحسابات داخل تيارات الحرب والفساد وسط معسكر الجيش، وعلى رأسها مليشيا (العدل والمساواة).

 

وقد خصّص “كيكل” مساحة خطابه في المؤتمر لمهاجمة “جبريل” و “مني أركو مناوي”، بدلاً من مناقشة قضايا الزراعة والري والنهوض باقتصاد المنطقة التي لا يفقه عنها شيئاً، ناطقاً بلسان مشغله قائد الجيش “عبد الفتاح البرهان”، الذي يخوض معركة صامتة ضد مليشيات الارتزاق المسلحة.

ووصف كيكل هذه الحركات بأنها تبتز حكومة بورتسودان، وتسرق الأموال، قائلاً: ” نالوا كل الامتيازات من سلطة وأموال عبر الابتزاز، ولم نرهم أكثر منا ثباتاً في المعارك”. وأضاف: “حنمشي لوزير المالية وإذا رفض يموّل المشروع بنعرف نقلع حقنا كيف”.

 

بطبيعة الحال، لم يكن لكيكل أن يجترح هذا الخطاب لولا أنه وجد ضوءاً أخضر من البرهان، ولذلك لم يرد اللص “جبريل”، وأوعز إلى مدير مشروع الجزيرة بالرد عليه ببيان نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا)، جاء فيه: “مشروع الجزيرة ليس له حقوق مالية لدى وزارة المالية، ورغم ذلك ظلت الوزارة تقدم الدعم عبر توطين التقاوي، الإعفاءات الجمركية، بالإضافة إلى دعم المشروع بأسطول جرارات بقيمة (7) مليارات جنيه وفروقات سعر القمح التي تجاوزت (4) مليارات جنيه”.

 

هذا التصعيد بين أميري الحرب المتحالفين مع البرهان، وهما من كبار لصوص وتجار هذه الحرب، ينذر بصدام وشيك داخل معسكر الجيش.

البرهان يعتمد على كيكل لتمثيله في هذه المعركة، لكن أطرافاً أخرى في الجيش والمليشيات قد تتخذ موقفاً مضاداً. كما أن الكيزان سينقسمون عرقياً وجهوياً: بعضهم مع البرهان، وبعضهم مع جبريل، وبعضهم ستكون: (قلوبهم مع علي وسيوفهم مع معاوية)، فيتسع نطاق الفوضى وتندلع حرب الكل ضد الكل.

 

ولأن الحرب أولها كلام، فقد بدأت عملياً مع اشتداد المعارك، وستتفجر إذا سقطت الفاشر في يد الدعم السريع.

والخلاصة: حرب شاملة على الأبواب، سببها الإخوان “الكيزان” وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان – اللهم عجل بها- وهو – أي البرهان- وذلك التنظيم الشيطاني يتحملان كامل المسؤولية عن كل ما حدث وما سيحدث في البلاد. عليهما اللعنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.