د.علي بلدو يكتب.. إن الدين عند الله الاخلاق
د.علي بلدو يكتب.. إن الدين عند الله الأخلاق!!
جاء في الاثر ان رسالة الدين لم تكن الا لبنة أخيرة في بناء متماسك وراسخ و متجذر في النفوس، متأصل في الدواخل، وهي الأخلاق الحميدة و التي لا يتم إكمال هيكل الإنسانية الا بها، و لا يتمم جمالها بدونها، و يكون حسنها ناقصا سواها. كما اجمعت علي ذلك كل الكتب السماوية و الأديان وحتي الديانات الوضعية و الشخصية، بل وحتي في زمان الجاهلية و الأوثان، كان الناس يتنافسون في فضائل الأعمال وكريم الخصال و عمل الخير للآخرين والبعد عن المنكرات و اللؤم والنقيصة، كما قال الشاعر السمؤل بن عاديا : اذا المرء لم يدنس من اللوم عرضه فكل رداء يرتديه جميل و ان هو لم يحمل علي النفس ضيمها فليس الي حسن الثناء سبيل تعيرنا انا قليل عديدنا فقلت لها ان الكرام قليل،. بل ان هذه الأشياء كانت كافية للعفو عن ابنة حاتم الطائي المسيحي و قومها بعد اسرهم، لا لشئ الا لكرم ابيها وأنه يصنع الخير و يكرم الضيف َ و يوقد نار القري. ويمتد حسن الخلق ليشمل الاشياء ايضا، كما حدث لاحتضان جذع شجرة المنبر بعد تغييره و مواساته في صورة زاهية للرفق بالاحياء والأشياء كذلك. ،و دخول الانسان جنة الله دون عمل او ايمان سوي ارواء كلب او اطعام قطة!!
اذن ما الدين الا مطية للوصول لغاية يقين الحق وحق اليقين وحسن الخلق، فمن كان طيب المعشر، دمث الخلق، حسن الاخلاق، سمحا ادا باع و اذا اشتري، و اذا قضي او اقتضي، فهو ذو ين، بل وشديد التدين ايضا، ذلك الذي لا يسرق و لا ينهب او بكذب، فصاحب الدين ليس بطعان او لعان او فاحش او بذئ!! و من كان بخلاف ذلك فهو ليس من اهل الدين الحق في قريب او بعيد، و ان صام وقام وصلي، و لو حج واعتمر وجاهد، اذ ان الدين عند الله الاخلاق و حسن الخلق و حسن المقصد وصفاء النية و جلاء السريرة و بها تنير البصيرة ويسمو الإنسان في مقامات التعلي، و يسلك طريقه الخاص به، اذ ان كل الطرق اغلقت الا طريق محمد، فكل منا سالك في الطريق و ماش علي الدرب رضي أم أبي، علم أم لم يعلم، فهذا بسماعته الطبية، و تلك بفرشاة الوانها، و ذلك بعوده و جيتاره، و تلك بقلمها و هكذا دواليك.
لقد ان للناس ان يعلموا ان الله قد اكمل لنا اخلاقنا و اتمم علينا خلقنا وهدانا لما ينفع عياله و هم خير الناس عنده، و بالتالي فان ما يدور من عقد و صراعات و حروبات باسم الدبن، ما هي الا ذكري للبشر و سيرد اهلها سقر، و ينكشف الأمر عن صور المتاجرة بالدين و المقدسات هنا وهناك،. فلنتناسي قصص ما لونك وقبيلتك و نتجاهل ما دينك ومعتقدك و لنعش كبشر في ارض الله، فان الدين لله و هو الاخلاق والوطن للجميع، و لتكن قلوبنا دير لرهبان و مرعي لغزلان و كعية لطائف و انجيل و تلمود و مزمور وقران، فالكل في الأصل سيان!!
و لما كانت الذكري تنفع المؤمنين فلنتذكر ان الدين عند الله الاخلاق ومن لا اخلاق لديه، فلا دين له!!