كولمبيا تؤكد استعانة الجيش السوداني بمرتزقة من تيغراي وتشاد

تقرير كولمبي ينفي صحة مزاعم سلطة الأمر الواقع في السودان بإرسال الإمارات مرتزقة كولمبيين للقتال مع الدعم السريع.

 

تقارير متطابقة تؤكد تدفق مقاتلين من اقليم تيغراي الاثيوبي لدعم الجيش السوداني

بوقوتا – كذب تقرير كولمبي مزاعم كان روج لها الجيش السوداني ادعى فيها نقل دولة الإمارات لمرتزقة من كولمبيا إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، مؤكدا أن لا صحة ولا أدلة على تلك المزاعم ومؤكدا أن الهدف من تلك الأكاذيب والأباطيل تضليل الرأي العام من جهة والتغطية على حقيقة استعانة سلطة الأمر الواقع بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان على استعانة الجيش بمرتزقة أجانب من دول مجاوزة ومنها مرتزقة من متمردي جبهة تيغراي الإقليم الاثيوبي الذي لا يزال على خلاف مع الحكومة المركزية ويبحث بدوره عن دعم خارجي لتثبيت سلطته المحلية.

وكانت السلطات الكولمبية قد أعلنت في وقت سابق أنها فتحت تحقيقا في ما روجت له سلطة الأمر الواقع في السودان حول ارسال دولة الإمارات مرتزقة كولمبيين للقتال في صفوف الدعم السريع، وهي ادعاءات سبق أن رد عليها مسؤول إماراتي بالحجة والبرهان، مطالبا بورتسودان بتقديم أدلة على مزاعمها.

وأشار التقرير الكولمبي إلى أن السودان تحول تحت قيادة البرهان إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية، مما يزيد الوضع المعقد والتشابك تعقيدا.

وقال موقع “سيغمينتو” الكولومبي إن مزاعم الخرطوم حول المرتزقة الكولومبيين تهدف إلى حجب حقيقة اعتماد الجيش السوداني على مقاتلين من دول الجوار، خاصة من إثيوبيا وتشاد.

ويعزز التقرير الكولمبي موقف دولة الإمارات ويؤكد وجاهة اعلاناتها المتكررة ردا على مزاعم الجيش السوداني وآخرها الادعاء بإسقاط طائرة عسكرية إماراتية تقل مرتزقة من كولمبيا إلى قوات الدعم السريع.

وجاء تقرير “سيغمينتو” ردا على روايات سودانية سابقة ادعت وجود مسارات سرية لمرتزقة عبر ليبيا، وهي روايات لم تقدم السلطات السودانية براهين على صحتها.

ويسعى الجيش السوداني إلى تصوير قوات الدعم السريع ليس كقوة سودانية، بل ككيان يعتمد على دعم أجنبي ومرتزقة دوليين. ويهدف من خلال سردية المرتزقة إلى نزع الشرعية عن الدعم السريع كطرف سوداني في الصراع وإظهاره كأداة في يد قوى خارجية.

وبدلاً من تقديم الصراع على أنه حرب أهلية بين فصائل عسكرية سودانية، يهدف الجيش إلى تصويره على أنه حرب ضد “أعداء خارجيين” يستأجرون مرتزقة لزعزعة استقرار البلاد، مما يسهل حشد الدعم الشعبي وراء الجيش كحامي للسيادة الوطنية.

استجداء الدعم الدولي

ومن خلال الزعم بوجود مرتزقة من كولومبيا أو غيرها من الجنسيات، يأمل الجيش السوداني لفت انتباه المجتمع الدولي إلى خطورة الصراع وإلى أن الدعم السريع لا يمثل فقط تهديدًا للسودان، بل للأمن الإقليمي والدولي.

وقد تكون هذه الادعاءات محاولة لدفع المجتمع الدولي إلى تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية أو جماعة إجرامية عابرة للحدود، مما يبرر فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضدها.

وقد تكون هذه الادعاءات محاولة لبث الشكوك والريبة داخل صفوف قوات الدعم السريع، وإظهار أن قيادتها غير قادرة على الاعتماد على القوات المحلية وتضطر للاستعانة بمرتزقة، مما قد يضعف الروح المعنوية.

خلق مادة إعلامية جذابة

وغالبا ما تكون قصص المرتزقة الأجانب، خاصة من دول بعيدة مثل كولومبيا، مثيرة لاهتمام وسائل الإعلام الدولية، مما يضمن أن قضية الجيش السوداني ستتصدر الأخبار العالمية وتحصل على تغطية أكبر.

يقوم الجيش السوداني في خضم هذه الاستراتيجية التي تعتمد على التضليل الإعلامي، بإقحام دولة الإمارات في الصراع الدائر في السودان وترويج مزاعم حول إرسالها لمرتزقة كولومبيين، لعدة أسباب استراتيجية وسياسية تتعلق بحرب المعلومات والدعاية العسكرية.

ويجد الجيش السوداني في هذا الخطاب تفسيرًا مقبولًا للانتكاسات العسكرية التي تعرض لها، فبدلاً من الاعتراف بضعف أدائه أو بقوة الدعم السريع، يتم إلقاء اللوم زورا على الإمارات لتبرير عدم قدرته على حسم المعركة.

ويركز الجيش السوداني على سردية التدخل الخارجي لتشتيت الانتباه عن القضايا الداخلية، مثل دوره في الصراع، والمآخذ على قيادته، وارتباطه بعناصر من النظام السابق ودور الإسلاميين في تأجيج الحرب. وهذه المزاعم تحول التركيز من مشكلة داخلية إلى مؤامرة خارجية.

ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الادعاءات هي جزء من حرب معلومات مكثفة بين طرفي النزاع. وقد نفت الإمارات بشكل قاطع هذه الاتهامات، مؤكدةً على موقفها الداعي إلى وقف إطلاق النار والحل السلمي للأزمة في السودان. ولا توجد أدلة مستقلة وقاطعة تؤكد مزاعم سلطة الأمر الواقع في السودان.

العرب

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.