“الدعم السريع” تحرّر قاعدة الشفرليت الاستراتيجية وتُحكم قبضتها على أخطر ممر حدودي للإرهاب والتهريب
أفادت مصادر ميدانية بأن قوات الدعم السريع نجحت، خلال الساعات الماضية، في تحرير قاعدة “الشفرليت” الاستراتيجية الواقعة عند المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، ضمن عملية نوعية هدفت إلى إغلاق أحد أخطر الممرات الصحراوية التي استخدمتها الجماعات الإرهابية وشبكات التهريب.
القاعدة، التي تقع في عمق الصحراء الكبرى، كانت قد شهدت نشاطًا مكثفًا لعصابات تهريب البشر والأسلحة والمخدرات، بالإضافة إلى تسلل عناصر متطرفة يُعتقد بانتمائها لتنظيمات إرهابية قادمة من غرب وشمال إفريقيا، وذلك بعد انسحاب قوات الدعم السريع منها في وقت سابق بسبب الحرب.
وتشير المعلومات إلى أن “الشفرليت” أنشئت في العام 2014 بواسطة الدعم السريع، وتحولت منذ ذلك الحين إلى نقطة ارتكاز أمنية وخدمية مهمة، حيث تم إنشاء آبار مياه، ومخيمات طبية، ومنشآت لإغاثة التائهين في الصحراء، مما منحها أهمية كبرى في حفظ الأمن الإقليمي على حدود الدول الثلاث.
وبحسب التقارير الواردة، فقد تم الدفع بمتحرك “درع الصحراء” لإعادة الانتشار والتمركز في القاعدة، حيث تم تمشيط المنطقة وتأمين المحاور المحيطة بها، ما أوقف تدفق المهربين والمجموعات المتطرفة التي كانت تنشط في المنطقة خلال الشهور الماضية.
وتكمن الأهمية الإضافية للمنطقة في كونها منفذًا تجاريًا رئيسيًا تمر عبره شاحنات الوقود والبضائع والثروة الحيوانية بين دارفور وكردفان وشمال السودان، ما يجعل السيطرة عليها خطوة استراتيجية ذات أبعاد اقتصادية إلى جانب البُعد الأمني.
ويرى مراقبون أن استعادة الشفرليت تعزز من حضور الدعم السريع كقوة ذات امتداد إقليمي، خصوصاً في ظل القلق الدولي من استخدام هذا الممر لتهريب المهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا، وهو ما يجعل هذه الخطوة محل اهتمام من الأطراف الدولية المعنية بالأمن الحدودي ومكافحة الهجرة غير النظامية.
ويُنظر إلى هذا التقدّم كامتداد للسيطرة على منطقة كرب التوم، ما يعكس تحرّكاً متسارعاً نحو الشمال الشرقي وتوسيع رقعة السيطرة في مناطق نفوذ فلول النظام البائد والمليشيات الموالية له.