جنود يضربون متطوعين في أم درمان ويحذرونهم من الحديث عن الكوليرا

كشف متطوعون في مدينة ام درمان عن تعرضهم للتوقيف والاستجواب والضرب والتهديد لساعات من قبل جنود نظاميين تابعين لسلطة الأمر الواقع، وذلك بسبب نشاطهم في مكافحة وباء الكوليرا الذي يفتك بالمواطنين في ولاية الخرطوم.

 وقال المتطوعون إنهم كانوا يعملون في مساعدة الكوادر الصحية والاطباء بالمستشفيات ومراكز العزل في ام درمان، وتقديم المساعدة والارشادات للمرضى وذويهم، لكنهم تعرضوا للتوقيف من قبل عسكريين وتم استجوابهم وضربهم بعصى، مع اتهامهم بالعمل مع قوات الدعم السريع.

 ومن بين المتطوعين المهندس علي نجل اللواء طيار الراحل عبد الوهاب جباي، والذي كتب على صفحته بموقع فيسبوك قائلا: “من الصباح استجوبنا نظامي أنا ومعاي المتطوع أحمد قاسم لمدة خمسه ساعات وزياده، وكأنو نحن مجرمين لدرجة مشوا معانا الحمام عشان نتوضأ للصلاة، وفتش تلفوناتنا بالساعات ووصلت لمرحلة الضرب بالعصايه والتهديد، وما احترم إني مهندس ومعلم أجيال وموجود في المستشفى من أول يوم في الحرب قبل ماهم يجوا”.

 وأوضح علي ان النظاميين منعوهم من الحديث عن الكوليرا والتصوير، واتهموه بأنه مصدر للدعم السريع، وذلك بسبب صورة التقطها لمواطن توفي بسبب الكوليرا وتداولها مستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بينهم مؤيدون للدعم السريع.

 وأشار علي الى انه معرض للاعتقال في أي لحظة وربما أسوأ من ذلك أو تدبير مكيدة في مواجهته.

وتجدر الإشارة الى ان الكوليرا انتشرت حسب اعتراف وزارة الصحة في عدد من الولايات، والتي بلغت 2729 إصابة خلال أسبوع من بينها 172 حالة وفاة، لافتة إلى أن 90% من الإصابات الجديدة بولاية الخرطوم خاصة كرري، أم درمان وأمبدة، ثم شمال كردفان، سنار، الجزيرة، النيل الأبيض، ونهر النيل.

وتعاني المستشفيات من الاهمال وشح المعينات ونقص الكوادر، ويساهم متطوعون يعملون منذ بداية الحرب في مساندة النظام الصحي المنهار وتقديم الخدمات للمواطنين والمرضى، لكنهم يتعرضون رغم ذلك للمضايقات والاعتداءات من قبل السلطات الامنية والعسكرية التابعة لسلطة الأمر الواقع.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.