زهير السراج يكتب: المؤلفة جيوبُهم !
المؤلفة جيوبُهم !
مناظير
زهير السراج
* يبدو ان الغرور بلغ بالكيزان مبلغا كبيرا من بعض النجاح الذي حققوه في خداع السذج والبسطاء بان الحرب التي اشعلوها بغرض العودة الى الحكم (أو تدمير البلاد) هى بالفعل حرب “كرامة” للدفاع عن الوطن والشعب، فأخذوا يروجون بعد الضربة الساحقة التي وجهها لهم الدعم السريع في ملاذهم الآمن بأن إسرائيل هى التي ضربتهم، لمواصلة مسرحية الخداع وتبرير عجزهم وفشلهم في الدفاع عن بورتسودان التي هربوا إليها خوفا من الموت، وكأنّ إسرائيل كانت تنتظر “الفرصة الذهبية” لضرب قاعدة عسكرية هزيلة لا تستحق ثمن مُسيّرة واحدة من المسيّرات التي سحقتها، وهل يا تُرى قررت إسرائيل فجأة بكل جيوشها ومخابراتها وأقمارها، أن هدفها الاستراتيجي هو خزانات وقود لا تساوي شيئاً في مدينة اختارتها طغمة فاشلة لتكون عاصمتها “المؤقتة”؟!
* أليس الدعم السريع الذي تبرؤونه الآن من ضرب بورتسودان هو من ضرب القيادة العامة ومعسكرات الجيش، واحتل الخرطوم ومدني، وسنجة وسنار، والجنينة ونيالا وأكثر من نصف مساحة البلاد، وانتم تهربون أمامه كالفئران المذعورة؟!
* هل المُسيّرات تخشى بورتسودان ذات القاعدة الحصينة وعساكرها الأفذاذ ومدافعها الثقيلة، أم أنها “خط أحمر” لا يجوز لمُسيّرة أن تقترب منها إلا إذا كانت من إسرائيل أو الإمارات؟!
* أين الرادارات والدفاعات الجوية والصواريخ، أم أن السلطة الانقلابية اكتفت بوضع “يافطة” مكتوب عليها: ممنوع القصف، العاصمة مؤقتة؟!
* لماذا عندما سقطت الخرطوم قلتم تمرد وهتفتم “كرامة”، وعندما اهتزت بورتسودان صرختم “عدوان خارجي”، واخذتم تصرخون وتولولون للعالم كى ينقذكم؟!
* ألم تكونوا أنتم من رفض السلام وطرد ممثل الأمم المتحدة ورفض كل وساطات الحل، ألم تعلنوا أن الحرب مستمرة حتى النصر ولو بعد مائة عام، فما لكم الآن تذرفون الدموع، ومن أين جاءكم هذا الحب المفاجئ للمجتمع الدولي، أليس هو نفس المجتمع الذي وصفتموه بالمتآمر، والمتحامل، والمعادي للسيادة الوطنية؟!
* أين كانت هذه السيادة عندما كانت الطائرات تقتل الناس وتدمر البيوت في الخرطوم والجزيرة ومدني وسنار وسنار ونيالا وزالنجي … ، أم أن السيادة لا تُخدش إلا إذا احترق جناح متواضع في مطار بورتسودان؟!
* ولماذا إسرائيل .. ألم تكونوا بالأمس تفاوضونها في الغرف المغلقة وتعرضون عليها خدماتكم مقابل ورقة “التطبيع”، فكيف تتهمونها اليوم بالعدوان وأنتم تتزاحمون على أبوابها طلباً للحماية والنجاة، وهل تظنون أن الكذب يمكن أن يُخفي عجزكم، أم أن الناس بلا عقول ولا ذاكرة؟!
* وهل يظن اولئك الصحفيون “المؤلفة جيبوهم” الذين صدّعونا بنظرياتهم الساذجة وتحليلاتهم الهابطة، انهم يحملون صور الأقمار الصناعية التي تبرهن اكاذيبهم وتفاهاتهم، أم أن مصادرهم هي وجبات العشاء في فنادق الدوحة واسطنبول حيث تُطبخ الأخبار على نار الشيكات، وهل تظنون أنكم ما زلتم قادرين على خداع الشعب بكرامة المجازر، والدمار والخراب والتشريد والجوع والموت ؟!
* يجب أن تفهموا أنه لا أكاذيب الصحفيين المرتشين ستنقذكم، ولا اتهام إسرائيل سيغسل عاركم، ولا البكاء على أعتاب المجتمع الدولي سيعيدكم الى كرسي الحكم، فلقد قال الشعب قولته فيكم، ولن يكون لكم مكان في السودان حتى ولو خسف الله الارض بالدعم السريع الذين صنعتموهم ، وها انتم الآن تتذوقون ما صنعته أياديكم الملطخة بالعار والدماء !