هل كنتم تعرفون البتزا، قبل مجيئنا..؟

بدون زعل عبد الحفيظ مريود

كان القيادىُ بالمؤتمر الشعبىّ، محمّد الحسن الأمين، قد عاد أدراجه إلى المؤتمر الوطنىّ. مثل الكثيرين. كنّا ننهى غداءنا – صديقنا محمّد يوسف عثمان، عليه رحمةُ الله، وقيادىّ إعلامىٌّ بالوطنىّ، وشخصى الضّعيف – حين سألتُ القيادىَّ بالوطنىّ عن (لماذا عاد محمّد الحسن الأمين إليكم؟).

من وراء ابتسامات تقطرُ ثقةً وتبختّراً، أجابنى: ( نحنا ما بنخليك تجوع لامن تموت..ولا بنديك تشبع..فالزّول جاع..بس). وضحك ضحكةً كافرة. افترقنا خارج المطعم. ركبتُ مع محمّد يوسف سيارتَه ال “الأتوس” الذّهبيّة، ميمِمين شطرَ أمدرمان، من الخرطوم 3، سألنى. لماذا تغيّر وجهُكَ حين أجابك عن سؤالك؟ قلتُ “أنتَ تعرف”. قال “نعم..أعرفُ”

شايف كيف؟

وقد كان محمّد يوسف درويشاً. خليطاً من كلّ شيئ. تماماً، كما وصف محمّد عبد الحىّ، شخصيّة السّودانىّ البسيط، فى رائعته “العودة إلى سنّار” :

عادَ يغنّى بلسانٍ، ويصلّى بلسان..

وثنىٌّ، مجّدَ الأرض..وصوفىٌّ ضريرْ..

قدّسَ الرؤيا، ونيرانَ الإله.

يظنُّ الذى لا يعرف محمّد يوسف أنَّه ما يتراءى له. لكنَّ الرّجل ضاربٌ فى كلّ شيئ. فى أمدرمان، فى أعالى النّيل، فى العروبة، فى الزّنوجة، فى التوحيد، فى الوثنيّة، فى البساطة، فى التعقيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.