الاجتماع الدولي بنيويورك.. هل من فرص لحسم الصراع السوداني..؟

بعد الاحتفال باليوم العالمي للسلام

بورتسودان – اسكاي سودان

مع تفاقم الأزمة الإنسانية، ظلت وكالات الأمم المتحدة العاملة في السودان تشتكي على الدوام من نقص حاد في الموارد، حيث تم تأمين 41% فقط من مبلغ 2.7 مليار دولار، المخصص لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام، في الأثناء قررت أطراف دولية عقد اجتماع وزاري الاسبوع المقبل في نيويورك لتقييم التحديات وتنسيق العمل الجماعي بشأن السودان.

ويُعقد الاجتماع في سياق اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تبدأ المناقشة العامة فيها خلال الفترة من 24 إلى 30 سبتمبر الجاري، وفي السياق أعلنت الولايات المتحدة، والسعودية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، في بيان مشترك الاربعاء، تنظيم اجتماع وزاري رفيع المستوى على هامش الدورة 79 للجمعية العامة، لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.

وبحسب ما افاد البيان فإن الحدث الوزاري المهم الذي سينعقد الأربعاء المقبل يمثل فرصة لتقييم التحديات وتحديد السبل للمضي قدمًا بشكل جماعي، وأضاف: (سيكون هذا الحدث دعوة لاتخاذ إجراءات عالمية متضافرة لمعالجة عواقب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان وتأثيرها على المنطقة، وزيادة الدعم لجهود الاستجابة الجارية).

وأوضح البيان أن السودان يواجه أزمة إنسانية ذات أبعاد مدمرة، حيث تفاقمت أزمة الجوع غير المسبوقة، مع معاناة نحو 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأكد البيان أن النزاع تسبب في أضرار جسيمة للمدنيين، مع تصاعد المخاوف بشأن أوضاع النساء والفتيات في ظل الانتهاكات، بالإضافة إلى تعطل الخدمات الأساسية وسبل عيش ملايين الأشخاص.

وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية تحاول توسيع نطاق أنشطتها المنقذة للحياة في بيئة عمل بالغة الصعوبة، مع وجود مجموعة واسعة من العوائق التي تحول دون الوصول، بما في ذلك الفيضانات.

ويوافق اليوم الحادي والعشرين من سبتمبر الجاري اليوم العالمي للسلام، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1981م عاما للسلام بهدف تعزيز المثل العليا للسلام في كافة أرجاء العالم، تلك المثل التي أنشأت لأجلها منظمة الأمم المتحدة كما جاء في ميثاقها.

وجاء موضوع الاحتفال لهذا العام بعنوان ( زرع ثقافة السلام) وذلك احتفاءا بحلول الذكرى الخامسة والعشرين لإعلان وبرنامج عمل الأمم المتحدة بشأن ثقافة السلام، لتأكيد الالتزام تجاه الحق في السلام باعتباره حقا لازما للاستمتاع الكامل بجميع حقوق الإنسان.

وتأسف معهد جنيف لحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية للعنف الذي انتشر انتشار النار في الهشيم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تأسف لحمامات الدماء التي تجري فيها والتي أدت إلى تهجير الملايين من مدنهم وقراهم، طلباً للأمن وللسلامة وحفاظاً على أرواحهم، سواء بالنزوح الداخلي أو باللجوء إلى بلدان مجاورة، أو إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى ظهور أنماط جديدة من الانتهاكات والمخاطر المتصلة بالهجرة غير الشرعية.

وتمنى معهد جنيف أن تتوقف هذه الحروب عبر جلوس كافة الأطراف المتنازعة لطاولة الحوار والتفاوض للوصول لتسوية سياسية للمشاكل التي تؤدي لحمل السلاح حقنا للدماء وصونا لحقوق الأمم في العيش في سلام وأمان، كما جدد المعهد في هذا اليوم التزامنا تجاه كافة الحقوق الإنسانية بما فيها الحق في السلم ودعا كافة المعنيين للعمل على نشر ثقافة السلام على أوسع نطاق.

وبالنسبة لمعهد جنيف لحقوق الإنسان فإنه يستذكر في هذا اليوم مرارات ملايين العائلات الذين فقدوا ذويهم بسبب النزاعات المسلحة، والذين فقدوا أطرافهم أو حواسهم، أو شردوا من مدنهم وقراهم. ونستذكر كذلك، ونستلهم صبر وجلد ومثابرة الملايين من الناس، الذين أسهموا إسهاماً مباشراً في مساعدة الجرحى والمرضى والأسرى والمدنيين من ضحايا النزاعات المسلحة.

وأكد المعهد بأنه يتطلع في الوقت ذاته إلى وقف شامل للنزاعات المسلحة، وإلى معالجة أسباب اشتعالها، تحقيقاً للسلم المنشود، وإعمالاً لحق الناس في الحياة وفي سلامة النفس والجسد، وحقهم في العيش الكريم، وفي الأمان، وغيرها من الحقوق المنصوص عليها في الصكوك الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

وناشد المعهد الأمم المتحدة، وجميع حكومات العالم، بل وجميع الفاعلين على مستوى العالم، للعمل على تحقيق السلام، وعلى وقف النزاعات المسلحة، حماية للأجيال القادمة، وتكريساً للتعايش السلمي بين جميع حضارات ومكونات الأسرة البشرية.

وبالنسبة للمعهد فإن السلام يعني العدالة، مؤكدا أن رسالته للجميع : (حققوا العدل حتى ينعم العالم بالسلام، وينعم الإنسان بالحقوق والحريات)
وليكن شعارنا في هذا اليوم ما نصت عليه ديباجة الميثاق التأسيسي لليونسكو (بناء السلام في عقول الرجال والنساء)، الأمر الذي يعني أن تحقيق السلام هو مسؤولية الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.