هل تظن أن (موفدي) البرهان في جنيف يمكن أن يوقعوا على شرط (إعادة مجرمي المؤتمر الوطني إلى السجون)؟؟؟..
لقد تمثل ذكاء مفاوضي الدعم السريع في وضع هذا الشرط تحديداً ، في إعلان جدة، لأنه – من ناحية – يمثل لسان حال الشعب السوداني الحر كله ، ولن يستطيع رفضه إلا “كوز” منافق مفضوح النوايا ، ولأنه أيضاً – من ناحية أخرى – يفضح دعوى قادة الجيش بأنهم ليسوا كيزانا ولا يسوقهم الكيزان ، و هي الكذبة التي ظلوا يرددونها منذ أن أشعلوا حربهم الفاجرة ضد الشعب أولا (و لم يكن الدعم السريع هدفاً للحرب إلا باعتباره داعماً – و لو مرحليا – لتطلعات الشعب إلى حكم مدني يجهض أحلام الكيزان في العودة إلى السلطة على ظهور العسكر ، فكان تمسك الدعم السريع بالاتفاق الإطاري دليلاً على اصطفافه في معسكر عدو الكيزان الأول: الشعب!!..
سيلاحظ من يتتبع تاريخ الكيزان أن الكذب من أرسخ أخلاقهم ، بل جعله بعض مشايخهم “عبادة” و أداة من أمضى أدوات “الجهاد” في سبيل الله (الذي – سبحانه – جعل لعنته على الكاذبين)!!..
و لقد يسأل سائل عن مستند هؤلاء المنافقين في رفعهم الكذب هذا المقام الرفيع بين مفردات “عبادتهم” ؟؟..سيجيبك أمثلهم طريقة بالعبارة التي لم يحفظوا غيرها من تراث الإسلام العريض: الحرب خدعة!!.. و هذه العبارة نفسها ، لا تثبت نسبتها إلى الرسول الكريم (صلوات الله عليه و سلامه) ، و لكن حتى إن احتسبناها ضمن تراث الإسلام – و هذا بعيد إذ لم ينسب الله تعالى في كتابه العزيز “الخداع” إلا إلى الأراذل – فإن دلالة الخدعة غير دلالة الكذب ، ثم إن “خدعة” الحرب تكون في وقت الحرب فقط ، وتستهدف العدو وحده و ليس “الشعب” ، إلا إذا كان الشعب هو (العدو) ، فإذا تتبعت أكاذيب الكيزان منذ أن غدروا بالشعب في يونيو ١٩٨٩ ، منذ أن قال عرابهم للبشير: (إذهب إلى القصر رئيساً و سأذهب إلى السجن حبيسا)، إذا تتبعت هذه الأكاذيب (أو الخدع الحربية كما يحلو لهم أن يبرروا) فلن تجدها مستهدفة أحدا غير الشعب ، هو عدوهم الأول و الأخير ، و كل ذي عقل يدرك أن هذه الحرب التي قتلت من المدنيين الأبرياء أكثر عشرات المرات ممن قتلت من العسكريين ، ستتوقف فوراً حال إعلان الدعم السريع خروجه من “معسكر الشعب” !!
لقد جاء الكيزان بقوات الدعم السريع ، و قننوها و مكنوها ، بالأساس ، لكي تنوب عنهم في “تأديب” الشعب ، عدوهم الأول و الأوحد ، فلما تصالح الدعم السريع مع “العدو” ، أصبح عدوا!!..
لنعد إلى السؤال الذي افتتحنا به هذه الكلمة:
هل تظن أن “ممثلي” الجيش في جنيف أو غير جنيف ، يمكن أن يوقعوا على بند (إعادة اعتقال مجرمي المؤتمر الوطني) بعد أن أخرجوهم من السجون و مكنوا بعضهم من الفرار إلى خارج البلاد ، بينما تركوا بعضهم الآخر ليساعدهم في إدارة الحرب ؟؟..
بالطبع لن يعتقل العبيد سادتهم ؛ أما مسألة استمرار الحرب إلى أجل غير منظور ، فهو في حد ذاته هدف جليل للكيزان و عساكرهم ، لأنه السبيل الوحيد لمواصلة قتل العدو و نهب ثرواته و تشريده في الآفاق و تجويعه.. هذا العدو الذي خرج في ثورة ماجدة يهتف: (كل كوز ندوسه دوس) يجب أن يتم الانتقام منه ، و من كل من يقف في معسكره.. هذا لسان حال الكيزان الذي لن يتغير إلا بعد أن يتم (دوسهم) بالكامل ، و إلى الأبد ، بحول الله وقوته و عدله.