جدة – جنيف: الشرط الفاضح..!!

علي يس

هل تظن أن (موفدي) البرهان في جنيف يمكن أن يوقعوا على شرط (إعادة مجرمي المؤتمر الوطني إلى السجون)؟؟؟..
لقد تمثل ذكاء مفاوضي الدعم السريع في وضع هذا الشرط تحديداً ، في إعلان جدة، لأنه – من ناحية – يمثل لسان حال الشعب السوداني الحر كله ، ولن يستطيع رفضه إلا “كوز” منافق مفضوح النوايا ، ولأنه أيضاً – من ناحية أخرى – يفضح دعوى قادة الجيش بأنهم ليسوا كيزانا ولا يسوقهم الكيزان ، و هي الكذبة التي ظلوا يرددونها منذ أن أشعلوا حربهم الفاجرة ضد الشعب أولا (و لم يكن الدعم السريع هدفاً للحرب إلا باعتباره داعماً – و لو مرحليا – لتطلعات الشعب إلى حكم مدني يجهض أحلام الكيزان في العودة إلى السلطة على ظهور العسكر ، فكان تمسك الدعم السريع بالاتفاق الإطاري دليلاً على اصطفافه في معسكر عدو الكيزان الأول: الشعب!!..
سيلاحظ من يتتبع تاريخ الكيزان أن الكذب من أرسخ أخلاقهم ، بل جعله بعض مشايخهم “عبادة” و أداة من أمضى أدوات “الجهاد” في سبيل الله (الذي – سبحانه – جعل لعنته على الكاذبين)!!..
و لقد يسأل سائل عن مستند هؤلاء المنافقين في رفعهم الكذب هذا المقام الرفيع بين مفردات “عبادتهم” ؟؟..سيجيبك أمثلهم طريقة بالعبارة التي لم يحفظوا غيرها من تراث الإسلام العريض: الحرب خدعة!!.. و هذه العبارة نفسها ، لا تثبت نسبتها إلى الرسول الكريم (صلوات الله عليه و سلامه) ، و لكن حتى إن احتسبناها ضمن تراث الإسلام – و هذا بعيد إذ لم ينسب الله تعالى في كتابه العزيز “الخداع” إلا إلى الأراذل – فإن دلالة الخدعة غير دلالة الكذب ، ثم إن “خدعة” الحرب تكون في وقت الحرب فقط ، وتستهدف العدو وحده و ليس “الشعب” ، إلا إذا كان الشعب هو (العدو) ، فإذا تتبعت أكاذيب الكيزان منذ أن غدروا بالشعب في يونيو ١٩٨٩ ، منذ أن قال عرابهم للبشير: (إذهب إلى القصر رئيساً و سأذهب إلى السجن حبيسا)، إذا تتبعت هذه الأكاذيب (أو الخدع الحربية كما يحلو لهم أن يبرروا) فلن تجدها مستهدفة أحدا غير الشعب ، هو عدوهم الأول و الأخير ، و كل ذي عقل يدرك أن هذه الحرب التي قتلت من المدنيين الأبرياء أكثر عشرات المرات ممن قتلت من العسكريين ، ستتوقف فوراً حال إعلان الدعم السريع خروجه من “معسكر الشعب” !!
لقد جاء الكيزان بقوات الدعم السريع ، و قننوها و مكنوها ، بالأساس ، لكي تنوب عنهم في “تأديب” الشعب ، عدوهم الأول و الأوحد ، فلما تصالح الدعم السريع مع “العدو” ، أصبح عدوا!!..
لنعد إلى السؤال الذي افتتحنا به هذه الكلمة:
هل تظن أن “ممثلي” الجيش في جنيف أو غير جنيف ، يمكن أن يوقعوا على بند (إعادة اعتقال مجرمي المؤتمر الوطني) بعد أن أخرجوهم من السجون و مكنوا بعضهم من الفرار إلى خارج البلاد ، بينما تركوا بعضهم الآخر ليساعدهم في إدارة الحرب ؟؟..
بالطبع لن يعتقل العبيد سادتهم ؛ أما مسألة استمرار الحرب إلى أجل غير منظور ، فهو في حد ذاته هدف جليل للكيزان و عساكرهم ، لأنه السبيل الوحيد لمواصلة قتل العدو و نهب ثرواته و تشريده في الآفاق و تجويعه.. هذا العدو الذي خرج في ثورة ماجدة يهتف: (كل كوز ندوسه دوس) يجب أن يتم الانتقام منه ، و من كل من يقف في معسكره.. هذا لسان حال الكيزان الذي لن يتغير إلا بعد أن يتم (دوسهم) بالكامل ، و إلى الأبد ، بحول الله وقوته و عدله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.