ملاحقة “الإسلاميين “.. تطور جديد يفتح قوس الاحتمالات*


*هل ادرك الجيش المأزق وتحسب لفك الارتباط ..؟*

*تقرير:( سكاي سودان)*

أثارت الخطوة الأميركية بإدراج اللقيادي في الجماعة الإسلامية المتشددة بالسودان أحمد هارون المسؤول السابق في حكومة الرئيس المعزول عمر البشير ، ضمن برنامج مكافآت جرائم الحرب ، اثارت جدلا واسعا فتح تساؤلات مهمة ذهبت إلى حد تفسيرها ضمن سياق كلي لإجتثاث الارهابيين في السودان وتفكيك نظامهم المتمكن من مفاصل السلطة لاكثر من ثلاثين عاما.
رصدت الخارجية الأميركية مكأفاة بخمس ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات حول مكان اختباء هارون المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي منذ اكثر من (١٥) عاما يؤكد جديا ان تنظيم الارهابيين في السودان بات هدفا للدوائر الغربية والإقليمية.

*شروط الدعم السريع*

في السياق لم يستبعد مراقبون، أن تكون قيادات من الجيش قد اظهرت تأييدا للرغبة الماضية من واقع الحرب الداخلية التي تمضي لتفتيت وحدة البلاد ، في مقابل تمسك قوات الدعم السريع بموقف ثابت لانهاء السلطة الانقلابية واستعادة المثار الديمقراطي ، فضلا عن موقفها الميداني المتقدم ما يجعل شروطها هي الأعلى على أية طاولة تفاوض لإنهاء الحرب.

ويرى عدد من المراقبين أن إدانة المطلوبين لارتكابهم جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، خطوة جدية في طريق إنهاء الحرب ومحاكمة المسؤولين عن إشعالها من معوقي التحول الديمقراطي.

ويعد أحمد هارون احد الملاحقين من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور خلال الفترة من 2003 – 2004، كما يعتبر الشخصية السودانية الثانية التي تدرجها واشنطن في برامج المكافآت بعد إعلانها قبل أيام رصد ذات المكافأة لمن يدلي بمعلومات عن القيادي الإسلامي السوداني عبد الباسط حمزة المتهم بتمويل أنشطة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

*هارون و”لعنة دارفور “*

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان الاثنين إن هارون متهم بتجنيد وتمويل وتسليح مليشيات في دارفور (قبل تأسيس قوات الدعم السريع) عام ٢٠١٣م ، ويواجه هارون اتهاما مباشرا بالضلوع في الفظائع، بما في ذلك القتل والاغتصاب والتعذيب والنقل القسري للسكان والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية إبان توليه وزيرا للدولة بوزارة الداخلية في حقبة عمر البشير المخلوع بأمر ثورة ديسمبر ٢٠١٩ .

*بين واشنطن ولاهاي*

الاعلان الأميركي يأتي متزامنا مع تقرير قدمه المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية كريم خان طالب خلاله مجلس الامن بتفعيل القرار 1593 الصادر في العام 2005 بتعاون حكومة السودان مع المحكمة وتسليم المطلوبين.

ومع تفجر الحرب لاذ هرون ومجموعة من رموز النظام البائد، بالهروب من سجن كوبر،
وظهر هارون قبل أشهر في مدن بشرق السودان، حيث يتهم بتحشيد عدد كبير من أنصار النظام السابق للقتال بجانب الجيش الذي يخوض حربا ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم وعدد من ولايات دارفور وكردفان.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن السلام الدائم في السودان يتطلب تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، في الماضي والحاضر.
وأضاف ” هناك علاقة واضحة ومباشرة بين الإفلات من العقاب على الانتهاكات التي ارتكبت في ظل نظام البشير، بما في ذلك تلك التي اتهم هارون بارتكابها، وأعمال العنف في دارفور اليوم”.

*عزل ومحاصرة*

وبقى السؤال الملح .. هل بدأ الجيش في تنفيذ شروط الدعم السريع التي أودعها طاولة المحادثات التي جرت مؤخرا في مدينة جدة ..؟


وهل يتمكن بعض قادة الجيش الذين أدركوا حجم المأزق من التخلي عن الإسلاميين بشكل احترافي عبر الوسطاء وهم السعودية والبحرين ودول أخري حسبما ما راج مؤخرا عن مبادرة دولية وإقليمية قطعت شوطا في طريق إنهاء الحرب وتأسيس دولة ديمقراطية..؟
إزاء ذلك تضع القراءات التنظيم الاسلاموي المتحكم في قرار القوات المسلحة ، أمام خيار صفري بالمضي في مواجهة انتحارية تضعهم هذه المرة في مواجهة جديدة ليست مع قوات الدعم السريع فحسب ، بل سيواجهون ارادة الشعب المتطلعة لانهاء الحرب وضغوط المنظمات الدولية التي بدأت في ملاحقتهم ما يجعل بعض الدول التي ساندت من حيث لاتدري مواقفهم المخادعة لتبرير الحرب التي يستبطون من ورائها العودة للحكم الأحادي والتحكم في البلاد امنيا واقتصاديا.

*العصا الأميركية*

الخطوة الامريكية بمثابة عصا رفعت ضد الإسلاميين لابعاد الشبهة عن الجيش وقادته المحاصرين.


ورأى البعض أن الخطوة من شأنها تسهيل عملية عزل الإسلاميين والوصول لصيغة نهائية لوقف الحرب.
واعتبروا أن تدخل ايران بشكل علني كطرف داعم في الصراع كان عاملا حاسما في تعجيل، الخطوات لوضع حد لتلاعب الاسلاميين وتهديدهم للامن القومي والإقليمي.

الى ذلك فسرت تقارير متداولة الخطوة باعتزام اميركا إنهاء الحرب في السودان بملاحقة الإسلاميين لعدم ثقتها في قدرة القيادات الحالية للجيش في تحجيم نفوذ الاسلاميين، وأيضا تشير التطورات إلى ادراك دولي وإقليمي لألاعيب الفلول وانهم وراء الحرب ووراء التعنت واجهاض المفاوضات والتحشيد لتوسعة رقعة الحرب ورفض مقترحات السلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.