معرض حقوقي في (جنيف) يفضح جرائم الجيش السوداني
"توابيت الموت" تروي مأساة المدنيين في السودان
معرض حقوقي في (جنيف) يفضح جرائم الجيش السوداني
جنيف: إسكاي سودان
في مشهد إنساني صادم وسط ساحة الأمم المتحدة بجنيف، نظّم “تحالف شباب المستقبل السوداني” بالتعاون مع “تحالف المنظمات الحقوقية السودانية” معرضاً حقوقياً غير مسبوق تحت عنوان “أنقذوا المدنيين في السودان”، وذلك تزامناً مع انعقاد الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلال الفترة من 20 إلى 22 مارس.
اصطفّت عشرات التوابيت المغطاة بالعلم السوداني على امتداد ساحة “الكرسي المكسور” الشهيرة، إلى جانب صور ضحايا الحرب ومعالم الدمار، لتقدم للعالم رسالة بصرية قوية توثق انتهاكات جسيمة وجرائم حرب ارتكبها الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه من الجماعات المتطرفة بحق المدنيين، خاصة النساء والأطفال.
رؤية بصرية لصوت الضحايا
المعرض الذي استقطب قرابة 100 زائر من المهتمين والحقوقيين، عكس عبر الصور والفيديوهات والرمزية الفنية، واقعًا مروّعًا يعيشه السودان بعد عامين من الحرب، التي تسببت في مقتل أكثر من 150 ألف شخص، وتشريد ما يزيد عن 12 مليون إنسان، بينهم أربعة ملايين لاجئ، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأكد المنظمون أن الهدف من المعرض هو فضح الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق الشعب السوداني، وكشف الحقيقة للعالم، ودق ناقوس الخطر حول الأوضاع الإنسانية الكارثية.
ندوة مفتوحة توثق الفظائع
على هامش المعرض، أقيمت ندوة مفتوحة شارك فيها ممثلون عن التحالفات الحقوقية، إلى جانب خبراء دوليين في مجال حقوق الإنسان. تناولت الندوة قضايا النزوح القسري، والإعدامات الميدانية، والتعذيب، والاغتصاب، وحرق الجثث، وسط تأكيدات بأن الجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني هي المسؤولة عن عدد كبير من هذه الانتهاكات.
كما تم خلال الندوة استعراض بيان صادر عن 90 منظمة دولية يدين الجرائم المرتكبة في مدينة ود مدني، ويدعو إلى فتح تحقيق دولي شامل ومحاسبة المسؤولين عنها.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
بحسب إفادة كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسيف خلال اجتماع مجلس الأمن في 13 مارس، فإن السودان يشهد “أكبر وأشد أزمة إنسانية في العالم حاليًا”، مع تفشي الأوبئة مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، وانهيار شبه كامل للقطاع الصحي بعد استهداف المستشفيات والمرافق الطبية بالقصف والنهب. كما أشار تقرير صادر عن لجنة تقصي الحقائق المستقلة بالأمم المتحدة إلى وقوع عدد مذهل من حالات العنف الجنسي، معظمها ارتكبتها قوات شبه عسكرية تابعة للجيش السوداني، في ظل غياب المساءلة.
وقالت منسقة تحالف شباب المستقبل: “في بلدي، يُستخدم الاغتصاب كسلاح في الحرب… آلاف النساء والأطفال هم ضحايا لانتهاكات مروعة ارتُكبت دون أي عقاب. يجب أن يتوقف هذا الآن.”
دعوة عاجلة للمجتمع الدولي
اختتم التحالف مشاركته بنداء عاجل للمجتمع الدولي، طالب فيه بوضع الأزمة السودانية في صدارة أولويات الهيئات الحقوقية الدولية، وتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل جرائم الجيش السوداني في مختلف أنحاء البلاد، داعيًا إلى تقديم المسؤولين عنها للعدالة الدولية.
كما نظّم التحالف وقفة تضامنية بساحة الأمم المتحدة شارك فيها ممثلون عن منظمات حقوقية دولية، رُفعت فيها شعارات تدعو إلى فتح ممرات إنسانية آمنة، وتوفير مساعدات عاجلة، ووقف استهداف المدنيين.