سلطات بورتسودان ‘ تصادق على إنشاء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر

أعلن وزير خارجية حكومة الامر الواقع في بورتسودان ، علي يوسف الشريف، اليوم الأربعاء عن التوصل إلى تفاهم كامل مع روسيا بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر في السودان.

 

،وقال وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو  إن  محادثات مكثفة بين الجانبين  جرت ضمن زيارة عمل تستمر ثلاثة أيام .

 

وأكد وزير الخارجية  أن “لا عقبات تُذكر” في طريق تنفيذ المشروع، مشيراً إلى أن الطرفين “متفقون تماماً على كل التفاصيل”، بما في ذلك إنشاء منشأة لوجستية بحرية قرب ميناء بورتسودان، قادرة على استقبال أربع سفن حربية روسية تعمل بالطاقة النووية في آن واحد، وتوفير خدمات الصيانة والإمداد لطواقمها، مع استيعاب ما يصل إلى 300 فرد عسكري ومدني . وأشار إلى أن الاتفاق يُعد جزءاً من تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في ظل دعم روسيا لمواقف السودان دولياً، مثل استخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار بريطاني يهدف إلى “التدخل في الشؤون الداخلية للسودان” .

 

يعود مشروع القاعدة البحرية إلى نوفمبر 2020، حين وقعت الخرطوم وموسكو اتفاقاً أولياً، لكن التنفيذ تأجل بسبب تعقيدات سياسية داخلية، منها حل الحكومة الانتقالية في 2021، واندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل و14 مليون نازح وفقاً للأمم المتحدة . وقد نفت السودان مراراً تقارير غربية أفادت بتخليها عن الاتفاق، ووصفتها السفارة السودانية في موسكو بـ”الكذب المطلق” .

 

من جهته، أعرب لافروف عن قلقه إزاء الأزمة الإنسانية في السودان، مؤكداً استعداد بلاده للتعاون مع الأطراف الدولية لتحقيق الاستقرار، مع رفض أي تدخل خارجي في شؤون البلاد . كما أشار إلى أن استئناف التعاون الثنائي الكامل بين البلدين مرهون بتحسين الظروف الأمنية .

 

يأتي هذا الاتفاق في وقت يواجه السودان ضغوطاً دولية لوقف الحرب، بينما يسعى الجيش السوداني – وفقاً لتصريحات الشريف – إلى “استعادة زمام المبادرة” عسكرياً، مما يعزز موقف الخرطوم التفاوضي مع الدول الداعمة لـ”قوات التمرد”، كما وصفها الوزير السوداني . من ناحية أخرى، تُعتبر القاعدة الروسية خطوة استراتيجية لموسكو في البحر الأحمر، مما يثير قلقاً لدى دول غربية، مثل الولايات المتحدة، التي تعارض توسع النفوذ الروسي في المنطقة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.