“الصورة الأخيرة قبل ما نموت”.. شاهد فنانًا ليبيًّا يوثق مقتله في طرابلس

الصورة.. الصورة الأخيرة قبل ما نموت”، بهذه الكلمات وكاميرا جوال، وثّق الفنان الكوميدي الليبي مصطفى بركة، آخر لحظات حياته، وبنفس روحه المرحة، قبل مقتله برصاص الاشتباكات التي تُلهب العاصمة الليبية طرابلس منذ فجر السبت.

وقبل مقتله بساعات، ظهر “بركة” في شارع الزاوية وسط العاصمة يُجري اتصال فيديو مع أقرانه، وهو يصور إحدى السيارات التي تطلق النيران.

الصورة الأخيرة
وحسب “سكاي نيوز عربية”، ففي أثناء تصويره للأحداث، نطق “بركة” بكلماته الأخيرة: “الصورة.. الصورة الأخيرة قبل ما نموت”، وبدا أنه لم يكن يمزح؛ لكن كان استشعارًا لخطر يداهمه؛ حيث ظهر محاصرًا بين جانبين، ولا يستطيع التحرك، وبدا صوت الرصاص قريبًا منه للغاية.

وبعدها نشر البث المباشر على حسابه، ووصل لأكثر من 200 ألف مشاهدة؛ حيث انهالت التعليقات عليه تُطالبه بسرعة ترك موقعه خوفًا من إصابته.

وصباح السبت، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لـ”بركة” وهو ممدد على الأرض، وآثار إطلاق النار على جسده.

فوائد العيش في العاصمة طرابلس
ومن المفارقات أن الصفحة الرسمية للممثل الكوميدي مصطفى بركة على موقع “فيسبوك”، كتبت قبل ساعات: “فوائد العيش في العاصمة طرابلس كثيرة.. اذكر واحدة منها”.

حصار الجثمان
ونقل “سكاي نيوز عربية” تأكيد أحد أقاربه نبأ وفاته؛ لكنه لم يستطع نقل الجثمان لاشتداد الاشتباكات في موقع سقوطه، وفي انتظار فترة هدوء لأخذه ودفنه.

وعن سبب وجوده هناك، أفاد بأن “بركة” يسكن شارع الزاوية الذي اندلعت فيه الاشتباكات فجأة، ولم يستطع أحد الفرار من موقعه.

وسادت على مواقع التواصل حالة حزن لوفاة الفنان الشاب، محملين المليشيات مسؤولية قتله.

مشوار ناجح قصير
“بركة” المولود في طرابلس، بدأ مشواره الفني عام 2014، محققًا شهرة واسعة في زمن قصير، وتأهل لـ6 أدوار بطولة في أعمال كوميدية رمضانية، منها مسلسل “الخفافيش” عام 2015.

كذلك حقق الشاب الثلاثيني حضورًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، استغله في نشر مقاطع كوميدية اجتماعية عن ليبيا، وزاد متابعوه في “إنستغرام” على 156 ألف متابع، وهو رقم ضخم بالنسبة لمتابعي الفنانين الليبيين.

اشتباكات صاروخية
جاء مقتل الفنان الليبي ضمن ثلاثة أشخاص لفظوا أنفاسهم في اشتباكات الساعات الأخيرة، التي أجبرت حدتُها مئات العائلات على النزوح من منازلها.

وأكثر الأحياء التي شهدت عمليات نزوح: منطقة قصر بن غشير، وحول مطار طرابلس، وشارعا الزاوية والجمهورية، بعد استخدام أسلحة أرعبت السكان مثل راجمات الصواريخ.

ووفق مصادر محلية، فإن المواجهات دارت بين مليشيات تتنازع على فرض النفوذ في مناطق بطرابلس، بدأت بين رتل لمليشيا يتزعمها عماد الطرابلسي، و”كتيبة 92″ التي تتبع هيثم التاجوري، ثم دخلت “مليشيا دعم الاستقرار” التابعة لعبدالغني الككلي في صف قوات الطرابلسي، واقتحمت معسكر 77 الخاضع للتاجوري.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.